الخميس، 12 يوليو 2012

#sos7 - الأدب فضلوه عن العلم

بقلم : عبد الرحمن جمال •طالب في الفرقة السادسة (السنة النهائية)، بكلية الطب البشري - جامعة الإسكندرية
ذات حصة من الحصص و باعتبار إننا كنا مجموعة من الشياطين التي تلبست أجساد أطفال قاعدين في فصل ابتدائي، اضطرت إحدى مدرساتي القدامى - ربنا يديها الصحة - إلى إنها تدينا محاضرة قصيرة في الأخلاق و الأدب، و قالت جملة لا يمكن أنساها .. "الوزارة اسمها وزارة التربية و التعليم .. التربية قبل التعليم"

بنظرة بسيطة حتكتشف إن التعليم الجامعي عمومًا - و لا استثني منه أحدًا - لا يعطي المتعلم فيه أي لون من ألوان العلم، و طبعًا و لا أي لون من ألوان التربية .. بلاطة !

النتيجة بتكون إيه ؟ زي حالاتنا مثلا في طب بتلاقي إن الطبيب اللي بيتخرج من الكلية متشعبًا بهذا الكم المهول من الممارسات اللاأخلاقية اللي بتمارس عليه - باعتباره، و لسبب مجهول، الحلقة الأضعف دائمًا، و اللي الكل بيحط عليه بسبب و بدون سبب - نلاقي منطقي جدًا إن الدكتور يخم العيان في العلاج و يكتب له دوا مالوش لازمة لمجرد إنه يتحسب له عند شركات الأدوية، و نلاقي الدكتور بيكروت في العملية عشان ما يتعبش نفسه، و يصلبت العيان بأي حاجة في أي نيلة و خلاص، و نلاقي الدكتور يخبي ع العيان المضاعفات بتاعة الدوا مثلا، عشان ما يهربش منه، و يكأنه فريسة مش بني آدم، و هلم جرا ..

الممارسات اللاأخلاقية دي بقى بتتمثل في حاجات يمكن ما تاخدش بالك منها، و احتمال تستغرب لما تفكر في الموضوع من الزاوية دي .. يعني مثلاً مسألة الغياب و الحضور، و إن تسجيلك الحضور أهم من الحضور نفسه و الاستفادة (دا إن وجدت يعني) .. الحكاية دي بتربي فيك بالتدريج و ببطء شديد فكرة "تستيف الورق أهم من الشغل" .. خد برضو الأبحاث العقيمة اللي بنعملها و "بنلصمها" و لا إحنا فاهمين أي حاجة في أي حتة فيها، برضو بترسخ المبدأ نفسه ..

حاجة الأساتذة الكبار بيشتكوا منها دايمًا مننا و هي إننا ما بنحترمش حد .. قل لي احترم إزاي واحد بأشوفه باستمرار بيغسل في النواب و المعيدين بسبب و بدون سبب، و بيعتبرهم "العبد الزنجي" اللي أبوه اشتراه له أو أخده غنيمة في حرب ؟ خد من دي بقى طريقة التعامل بين الدكاترة و بعضهم في الحياة بشكل عام، حتلاقي إن السائد هو طريقة "الضرب تحت الحزام" و "مين الحمار اللي قال لك الكلام دا يا حاج ؟" .. نتيجة طبيعية ..

الكلية - أي كلية - ما هياش مجرد مكان لتلقي العلم .. دي مكان لتلقي أخلاقيات المهنة قبل العلم، لأن من غير الأخلاق دي حنشوف أزبل نوعية من البشر بيشتغلوا في السوق أيًا كان هذا السوق .. حنشوف المهندس اللي بيغش في المونة و الدكتور اللي بيخم العيان في تكاليف العملية و المحامي اللي بيلعب بالقانون بالباطل و مستعد يتعاون مع الشيطان نفسه و المدرس اللي لا بيشرح و لا بينيل و كل همه الواد ياخد عنده درس، و هلم جرا ..

الأدب فضلوه على العلم ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق