الخميس، 12 يوليو 2012

#SOS 10 - شبح التعليم

بقلم : بسمة حمزة
صديقة منار .. برضة 15 سنة ورايحة أولى ثانوى ومدونة وثائرة و مصدر أمل كبير D:


هـذه القـصة بأكملهـا مـن وحي خيـالـى .. كتبتها لكـي اوضح بهـا جـزء صغيـر جدا من مساوئ التعليـم المصـرى والعربى بشكل عام


فـى السـادسـة والنصف صباحـاً نهضـت مـن الفـراش وهي مـازالت مرهقه كـأنهـا لمـ تنـم .. استجمعـت كـامل قوهـا لتنهض من فراشهـا ونظـرت مـن نـافذة غرفتهـا .. لتجـد بعض الأطفـال الصغـار صرخاتهم وضحكاتهم البريئة تغلبهم وهم لاهون فى لعبهم .. ونسمات الهواء تهوى على وجهها فتنعشهـا وتعيد لشفتيهـا الإبتسـامة وتنسيهـا مرار ليالى استذكارها للثانية عشر صباحا ..

ثم تخرج من غرفتها للتوضأ وتصلى الصبح وبعدها تحضر الفطور مع امها وتجلس العائلة على المائدة ويبدأ حديـث يمزقها كل يوم ويفقدها شهيتها فتـستأذن وعلى شفتيها ابتسامة صدها فى القلب صـرخة مدويـة ..

الأب : شدى حيلك يا ياسمين انتى فى 3 ثانوي عاوزين مجموعك السنة دى يكون زي بتاع السنة اللى فاتت يرفع الراس كده .. امال ايه يا دكتورة :) ..

يـاسميـن : إن شـاء الله يـا بـابـا ..

الأم : دا ياسمين ما شاء الله عليها مش بتفوت درس تروحه او حتى تسمعه فى التلفزيون .. انا قلبى مطمن عليها وحاسه انها بإذن الله هتجيب احلى من مجموع السنة اللى فاتت .. شوف بقى يبقى كده 99.5 بدل 98% .. (تربت على كتفها ) .. ان شالله اشوفك دكتورة قد الدنيـا ..

يـاسميـن : هييييه (تتنهـد بعمـق) .. ان شاء الله .. (وفى اعماقها صدى يتردد بقولها) : طب .. ابقوا قابلونـى ..

تستـأذن بإبتسـامة بـاردة تكاد تقتلها : بعد اذنكوا انا داخلة اذاكر بقى

يودعوها بدعواتهم التى تمتلأ بالتمنـى لهـا لأن تدخل كلية الطب ..

تدخل غرفتها وتلقى بجسدها على كرسي مكتب المذاكرة ثـم تتطلق بكامل قوتها تأفف يطيـر صفحات من الكتب وتتبعه بـ : يـا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم .. اصطبحنا وصبح الملك لله ..

تستجمع قواها لتفتح كتاب الفيزياء فإذا بأمها تدخل عليها بكوب من القهوه وتضعه على المكتب وتـربت على كتفها وتقول : ربنا يوفقك يا بنتى .. وتبقى الدكتورة ياسمين .. وتخرج بهدوء

تتأفف مجددا ولكن بقوة اكبر : طب طب طب  .. دكتورة دكتورة .. إيه ده ؟؟ .. هو مفيش كلية فى العالم ده غير الطب يارب صبرنى .. هو الواحد لو مكنش يدخل طب يبقى مش نافع ولا لو متقلوش يا دكتور يبقى فاشل ؟؟ .. فين مواهبنا فين طاقتنا اللى هنفرغها  فى عمل نحبه ..

تنظـر الى الكتب نظرة إشمئذاذيـة وتتبع : حشو فى حشو .. منكوا لله عقولنا اتملت كلام ميفدش بحاجة فى الآخر وكله بنجى نرصه آخر السنة فى ورقة الإجابة ..

تشتت نظرتها على كوب القهوة والكتب التى امامها .. وبقوة واندفاع منها تمسك كوب القهوة وتلقى به على الكتب ويهوى الكوب على الأرض وتقول فى تشّفى : هه بس كده .. فتدخل الأم على سقوط الكوب ليجرى بينها وبين ابنتها حوار نستكمله فى الجزء الثانى حتى لا اطيل عليكم ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق