الاثنين، 16 يوليو 2012

#sos 15 - مهنة محترمة


بقلم : أحمد التهامى .. طالب بالفرقة السادسة كلية الطب جامعة الاسكندرية


مهنة محترمة ..


من بداية دخولك للمستنقع اللى أسمه التعليم بتختلف تسميتك للشخص اللى بيعلمك.. فى الابتدائى ممكن تقول أستاذ –أبلة و لما تكبر شوية فى اعدادى و ثانوى بتبدأ عقدة الخواجة تفرض نفسها فتلاقى نفسك بتقول ميس و مستر.. لحد مدخلت طب فلقيت نفسى مبقولش غير كلمة واحدة لكل اللى حواليا و هى يا دكتور
لو سألتنى مين أكتر تسمية من دول كان ليها هيبة و أحترام عندك حقولك الأبلة و الأستاذ طبعا ......و أعتقد أنى عندى سبب مقنع لكده
أنت كطفل لسه بيحتك بالتعليم لأول مرة بتبقى حاسس أنك متعرفش أى حاجة فى الدنيا بمعنى أبسط أنت أبيض فلة خالص .......فى الوقت ده الأستاذ اللى بيعلمك ده بتبصله بصة إجلال و تقدير و تبقى منبهر بعلمه الغزير اللى بيخليه يعرف يجمع و يطرح بمنتهى البساطة و يعرف يكتب على السبورة بدون أخطاء أملائية المدرس فى الفترة دى حياتى رغم نظام تعليمنا الفاشل كان حاجة كده من كوكب تانى
و بعدين بتكبر و مع زيادة علمك و زيادة خبرتك فى الحياة بتبدأ تفكر بموضوعية و تبص للمستر بتاعك فتبدأ تشوف عيوب التعليم كلها فيه حتلاقى أدامك موظف مصرى أصيل كل همه أنه ييجى كل يوم و أن كل حاجة تبقى متستفة الطلبة جايبن كرساتهم يخش يرمى كلمتين على السبورة و خلاص مفيش أبداع مفيش رسالة حتلاقى شخص موفر كل طاقته لدروس خصوصية و هكذا
و لما دخلت كلية الكريمة اللى تعتبر على رأس كليات القمة إن جاز التعبير – وهو لا يجوز – الوضع لم يتحسن لقيت برضه أن طالب الطب على ذيل قائمة أهتمامات هيئة التدريس اللى يبتصدرها حاجات تانية عيادة خاصة مستشفى إلخ إلخ
و السؤال اللى بيطرح نفسه فين المشكلة ؟؟؟ فى رأىى المتواضع المشكلة و إن كان جزء منها فى المدرس فهو جزء صغير ...الجزء الأكبر فى حاجة تانية خالص
لما يكون مرتب مدرس الأبتدائى و الأعدادى و الثانوى مرتب هزيل –هزيل بمعنى الكلمة – لا يكفى لإعاشة شخص لوحده فما بالك بإنسان متجوز و عنده أسرة فطبيعى جدا أنك تشوف صورة زى اللى أنتشرت لمدرسين بينطوا السور عشان يروحوا يدوا درس
و لما يكون مهمة تعليم الأجيال الجاية مسنودة لشخص -هو مش شرط يكون مؤهل ليه و بدون أن يجتاز أختبارات تضمن أنه عنده العلم الكافى و القدرة على توصيل المعلومة و أنه يكون قبل كل ده متزن نفسيا عشان منشوف مدرسين بيعملوا عاهات مستديمة فى طلبة
التعليم عشان ينصلح قبل منغير مناهج و نحسن وضع المدارس لازم نهتم بالمعلم نفسه نديله راتب يوفرله حياة كريمة بدل م يلف على البيوت عشان لقمة عيشه
و لازم مكانته الأجتماعية تكون زى مكانة المهندس و الطبيب و ده مش كرم مننا و لا حاجة ده الواقع
فلو كان طبيب ناجح ممكن ينقذ حياة أنسان فمعلم ناجح ممكن ينقذ مستقبل أمة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق