الأربعاء، 11 يوليو 2012

#sos1 - العلم فى الراس

التدوينة دى هى الأولى فى سلسلة تدوين يومى هاقوم بكتابتها مع زميلى عبد الرحمن شريك الحلم فى تحقيق تغيير نظام التعليم فى مصر ومن بعدها الوطن العربى كله بإذن الله .. على أمل إنه فكرتنا توصل لكل الشباب والناس اللى تقدر تساعد فى تحقيق الحلم ده


البداية بقى


سؤالين
يعنى إيه تعليم ؟ وإيه الفايدة منه ؟


- إحنا حفظنا فى المدرسة إننا لازم لما نكبر نطلع مهندسين أو دكاترة أو ظباط أو أى حاجة ليها اسم كبير كدة ويشد علشان نخدم بلدنا ودينا .. جميل !


بس بعد كدة كبرنا وإحنا مش عارفين هو إيه اللى يرضى ربنا بالظبط فى اللى إحنا بنعمله ده وإزاى نخدم بلدنا بيه ؟ ده لو كمان كان حد فينا عارف معنى كلمة بلد .


قالولنا إن فايدة التعليم إنه بيخليك إنسان مثقف وفاهم مش زى الناس الجهلة اللى مش عارفة حاجة فى الدنيا خالص ولما تكبر وتتجوز وتخلف هتعرف تربى ولادك صح لإنك متعلم ومثقف !


بس الغريبة إننا كبرنا وأكتشفنا إننا لا مثقفين ولا متعلمين حتى
ومش فاهمين أى حاجة فى الدنيا .. ده إحنا إكتشفنا كمان إنه فيه طلبة جامعيين بيتفرجوا ع الدكتورتوفيق عكاشة ومعتقدين إنه بيفهم


وشفنا بعنينا ناس كانوا زمايلنا أو أصحابنا أتجوزوا وخلفوا وماعرفوش يربوا أطفالهم صح .. دول حتى مش عارفين يتعاملوا مع شركاء حياتهم صح .. ناهيك طبعا عن فكرة هو أختار شريك حياته من الأساس صح ولا غلط .


زمان لما كنت بشوف طلبة فى الأفلام ماسكة كتب كتير وفتحاها وعمالة تدور فى كل كتاب شوية وتكتب فى دفترها اللى بتقراه وتلاحظة كان بيبقى نفسى أوى أعمل زيهم كدة فى يوم من الأيام


أنا مذاكرتى كلها بتعتمد على ورق أبيض وقلم مريح للأيد وكتاب المذاكرة قدامى .. أحفظ شوية وأسمع لنفسى فى الورقة شوية علشان أتأكد إن المعلومة لزقت فى دماغى .. وبعدين لما أخلص أمسك الورق اللى كنت بسمع فيه ده وأرميه فى الزبالة علشان خلاص ماعدش له لزمة .. و ورق الدراسة والكتب بتخلص منهم بعد الإمتحانات على طول علشان ما أقابلش كتاب واحد فى فترة الأجازة فى البيت يفكرنى بالعلم العظيم اللى كنت بحشره فى راسى لمدة 9 شهور من عمرى كل سنة !


لما كبرت وبدأت اقرأ كتب مختلفة شوية واتفرج ع الأفلام بطريقة جديدة وأحلل أداء الممثلين وأراقب إنفعالاتهم وأربطها بالمشاعر اللى جواهم .. الموسيقى التصويرية اللى بترسم لك المشهد بالآلات.. وبعدها مراقبتى لأداء العازفين نفسهم لما بقيت بتفرج عليهم وهما بيعزفوا .. حبى للكارتون وإعجابى بقدرة العاملين فى المجال ده على إنهم يوصلوا رسالتهم ويرسموا مشاعر إنسانية بالرسوم .. بحثى على النت " بضمير " و " إصرار " على مقطوعة موسيقية معينة مش عارفة اسمها ..


حسيت أخيرا إنى قادرة أعمل زى الناس اللى بشوفهم فى الأفلام دول
أنا بقيت بدور ع الحاجة اللى بتعلمنى وتفهمنى يعنى إيه حياة بنفسى بقيت بحب تعبى وأنا بدور وبستمتع بيه



ودخلت فى مرحلة جديدة هى الكتابة والتدوين .. أى حاجة بحس إنها بتعلمنى شىء جديد قررت أكتب عنها

وأكتب عن نفسى وعن عيلتى وبلدى وعن الثورة .. بكتب وبقيت بشجع أى حد إنه يكتب حتى لو إحنا مش مشروع كتاب أو صحفيين محترفين


لإن الكتابة أو التدوين هى ترجمة للى بنتعلمه .. الواجب اللى المدرسين كانوا بيفرضوه علينا فى المدرسة

بس هو المرة دى مش واجب ممل وبيوجع الأيد لما نعيد كتابة الدرس 20 مرة وهو مش بيغير أى جوانا
المرة دى الكتابة بقت دليل على تغيير فكرة ما فى عقولنا .. إكتشاف جديد فى حياتنا ..
لو قرينا مليون مدونة لمليون شاب بيتكلموا فيها عن نفس الفكرة كل واحدة فيهم هتبقى جديدة ومختلفة .. لإن كل واحدة بتتكلم عن إنسان اتغيرت جواه الفكرة .. فيه إضافة حقيقية للنفس البشرية والعالم



فيه مثل مصرى مشهور أوى بيقول " العلم فى الراس مش فى الكراس "
كنت زمان بتضايق ومش بفهمه .. يعنى إيه العلم فى الراس مش فى الكراس ؟
ما احنا لازم نكتب علشان الدرس ما يضيعش مننا وكل مرة نرجعله
زى كتب المدرسة كدة اللى احنا بننسى اللى فيها اول ما يخلص الامتحان ولما ندخل سنة جديدة ونتزنق فى معلومة من سنة سابقة نفضل نجرى وندور على الكتاب علشان نحفظ الكلام تانى ونبنى عليه الجديد


وبعدين ما إحنا ممكن نقول إنه زيه زى فكرة التدوين والكتابة
بنتعلم ونكتب مثلا !


حد خد باله أنا كتبت أنهى فعل قبل التانى ؟
" أتعلمنا " و" كتبنا " بعدها .. بس فى تعليمنا العادى بناخد الكتاب جاهز نحفظه غصب علشان ننجح وخلاص !


هو ده بقى المقصود بالمثل بتاع العلم فى الراس مش فى الكراس


الكتب ما أتعملتش علشان تتحفظ وتتنسى .. والناس اللى كتبت قبلنا العلوم كانوا زى الشباب اللى بيدون ويكتب دلوقتى

هما حابين ينقلوا خبرتهم ويقولوا اللى اتعلموه للناس

عايزين يساعدوهم فى إنهم يعيشوا حياة أفضل ..

مش لازم يخوضوا نفس التجربة زيهم علشان يتعلموا منها

مش لازم نعيد إكتشاف الذرة وقوانين الرياضة والجدول الدورى

مش لازم نغلط نفس الغلطات السياسية اللى بتدمر البلاد وبتهدم نظام حياة وبتسبب فى مآسى بشرية ويمكن حروب عالمية


العلم أتخلق علشان يمنحنا حياة أفضل على الأرض .. علشان يعلمنا التواضع لما كل مرة نكتشف معلومة جديدة ونعرف إننا صغيرين أوى ومش عارفين حاجة فى الدنيا لسه

علشان ماحدش يفتكر إنه أحسن من التانى ويفكر إنه يمكن اللى قدامى عارفة معلومات تانية عن الحياة تقدر تفيدنى وأنا عايز أتعلم منه

الرسول أفضل الخلق اللى ربنا وصفه إنه ( رحمة مهداه للعالمين ) كان لقبه هو " المعلم ".. مش أى حاجة تانية

والرسول كان أمي .. مش بيقرا ولا يكتب ولا أتخرج من جامعة مشهورة


وإحنا لسه فاكرين إن شهادتنا دى إثبات إننا متعلمين .. حاليا أنا وصلت لمرحلة آمنت فيها بإنى لما أتخرج مش هابقى متعلمة

وقررت إنى مش هاشتغل بشهادتى لإنى مش معترفة بالكلية ولا الجامعة اللى بدرس فيها


التعليم الحقيقى هو اللى بتعلمه من كلام أمى .. تصرفات ولاد أختى الصغيرين .. أصحابى .. الكتب والروايات والأفلام والموسيقى .. و الثورة

ده التعليم اللى بيعرفنى إزاى أعيش وإزاى أساعد الناس من حواليا علشان يعيشوا أحسن


مش لازم نعتمد على الجامعات فى تعليمنا تانى .. حتى لو كنا بندرس فى كليات " عملية " زى هندسة وطب وصيدلة و علوم

معتقدين خطئا إنه الدراسة فيها تعتمد على الفهم والممارسة

مش زى الكليات " النظرية " زى آداب و تجارة و حقوق اللى كلها حفظ

أنا عمرى ما شفت طالب مصرى أبتكر شىء جديد كان معتمد فيه على الدراسة العملية فى مدرسته أو كليته

غالبا هتلاقى شغله كله أعتمد على بحثه على النت أو تأمله فى آلية سير عملية رياضية أو فيزيائية أو كيميائية فى الطبيعة


العلوم زى الفيزياء والكيمياء والرياضة اللى بنبص لعلمائها إنهم ناس جايين من المريخ .. دى بنقدر نتعلم فيها نفس اللى بنتعلمه من الروايات الرومانسية

فى النهاية إحنا بنتأمل فى طريقة حياة فى الأرض .. فيه قوانين ثابتة بتحكم كل المخلوقات دى
الطرق اللى بتدرس بيها العلوم دى فى الجامعات بتخلى للأسف طلابها أبعد ما يكون عن الحياة
كنت دايما بسأل المدرسين والدكاترة الحاليين فى كليتى " العملية " إيه فايدة اللى بندرسه فى الحياة ؟ والإجابات كانت بتقى لما تكبروا وتاخدوا علوم السنة الجاية فى المدرسة هتعرفوا قيمة الكلام ده .. لما تتخرجوا وتشتغلوا هتفهموا ليه بتدرسوا ده .


كل سنة بنكبر ومش عارفين إيه هى فايدة الكلام ده ولما بنتخرج مش بنلاقى أى تطبيق فى شغلنا للعلوم دى !


أحيانا بفكر إنه الدكتور اللى بيدرسلنا نفسه مش فاهم إيه هى الفايدة من علمه ده ؟
طبيعى ما هو كان طالب زيى فى يوم بس حفظ كويس فطلع الاول ..
كمل دراسات عليا حفظ فيها أحسن فأتحول لدكتور ..
وكمل مسيرة تدمير العقول بمنتهى الغباء وهو فاكر نفسه بيفهم علشان المجتمع صقفله على شهادته اللى فيها إمتياز مع مرتبة الشرف على حفظ المعلومات كويس .. بس مش تطبيقها


الدكاترة دول كانوا أكبر سبب فى إنى أصدق إن بلدنا مش هتتقدم غير لما التعليم يتغير وهما يبعدوا عن مجال التدريس والتعليم .. لإنهم محتاجين يتعلموا من أول وجديد .. ودى حقيقة مش إفتراء عليهم

أنا مش مصدقة إنهم معلمين .. ومش دول اللى ينطبق عليهم بيت الشعر

" قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا "

المعلم كاد أن يكون رسولا لإنه عنده رسالة بيزرعها فى عقول أطفال هيكونوا هما الدكاترة والمهندسين والعمال والفنانين والأدباء اللى هيعلوا من شأن الأرض فى المستقبل ويعمروها ..

هما اللى لما يكبروا هيحسوا إنهم قادرين يفهوا الدنيا أحسن وهيكملوا فى مسيرتهم التعليمية لإنهم مؤمنين إن التعليم مستمر للأبد مش بيخلص لما نتخرج من الجامعة بشهادة نتنطط بيها على الناس اللى ما خدوش زيها ..

هما دول اللى هيعرفوا يربوا أولادهم صح ومش هيجبروهم يدخلوا كليات يحققوا بيها أحلام أهلهم مش أحلامهم هما ..

هما اللى مش شرط يكونوا خريجين مدارس ولا جامعات ولا شرط يبقى معلمينهم ناس واقفة على سبورة بتشرح علشان فاهمين معنى كلمة تعليم وفاهمين إيه الفايدة منه


الكلام ده هو اللى كتبته فى البداية فوق .. هو اللى قالوه لينا فى المدارس زمان بس إحنا ماكناش فاهمينه علشان هما كمان ماكنوش فاهمينه


علشان للاسف وقتها قالوه علشان نكتبه فى الكراس .. مش نحطه فى الراس



معلش .. أصلهم ضحايا نظام تعليمى فاشل برضة بس الفرق ما بينهم وبين جزء كبير مننا إننا هربنا بره النظام بتاعهم

هربنا لعلم تانى لاقيناه فى الكورسات والأنشطة الطلابية والكتب والفن والثورة .. ما ضحكناش على نفسنا بالشهادات

ماقلناش ع اللى بيسقط ده فاشل ومالوش قيمة .. فهمنا إن الغلط فى النظام مش فينا إحنا


التعليم محتاج ثورة .. ثورة تسقطه .. مش تصلحه
بتمنى يجى علينا اليوم فى جامعات ومدارس مصر ونقف بنهتف ضده رافضين ندخل الفصول والمدرجات نكمل فيها عملية التدمير لعقولنا


هنلاقى وقتها طبعا طلبة كتير شطار ومجتهدين وداعين للإستقرار هيقفوا فى صف جامعاتهم العزيزة وهيصدقوا إننا الفشلة اللى مش عايزين ندرس
بس فى النهاية هننتصر عليهم .. لإننا المتعلمين وهما لأ .. إحنا اللى معانا القوة الحقيقة مش هما .



ولحد ما يجى يوم زى ده خلينا نكمل مسيرتنا وبناء ذاتنا العلمية الثورية ونقرا ونتفرج ع الافلام ونسمع موسيقى وندور فى الكتب والنت على معلومات عن العلوم اللى بنعشقها ونفسنا نكبر فيها وناخد كورسات ونحارب لحد ما نحقق حلمنا بعيد عن نظامهم


ونثبت لهم إننا نجحنا علشان حطينا علمنا فى راسنا وعرفنا إيه هو سبيل خلاصنا من الجهل والظلم والفاسد اللى فى بلدنا ده .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق