الاثنين، 16 يوليو 2012

#sos 14 - يوميات معلمة 1

بقلم : نسمة خالد .. معلمة يمنية

 هل الطالب محور العملية التعليمية !!! 



كنا على مقاعد الدراسة طيلة أربع سنوات في كلية "التربية" نأخذ الدروس النظرية لكيفية "تربية وتعليم " النشء الجديد في المجتمع ..كانت الدراسة "شاقة" و المواد "كثيرة" مابين كتب وملازم وبحوث و ..ألخ ..

كل ذلك كان يؤكد بما لا يقبل مجالا للشك أن "الطالب والمعلم " شريكان في عملية التعليم بالمعنى الحديث ..و أن الهدف من كل هذه العملية هــو " انتاج " مخرج مفيد للمجتمع "أي الطالب"   يحمل قيمه وأهدافه ويؤمن بالفلسفة التي ارتضاها هذا المجمتع ..

كنا نؤمن ونحفظ هذا الكلام طيلة الأربع سنوات ...وفي آخر الدراسة كان لابد من شهر "واحد" للتطبيق العملي.. يتم على اساسه تقييم ما تحصلنا عليه طيلة فترة الدراسة .. من خلال كيفية "اداءنا للدرس وتطبيقه داخل الفصل الدراسي " بما فيه تحضير الدرس وتجهيز الوسيلة .. والوقوف داخل الفصل و القدرة على ضبط الفصل وحسن تقسيم السبورة والخط الجميل المرتب والنقاط المكتوبة عليها و و و .. !!!!! وأضع ألف علامة تعجب أمام هذه العبارة !!!!!!!!!

شهر من التطبيق العملي قمت انا فيه مثلاً بتطبيق درسين فقط امام المعلم المشرف ويضعة دروس أمام زميلاتي ...وطبعا الحمدلله كل المجموعة حصلت على تقدير امتياز !!

تخرجنا ... وبادرت للألتحاق بمدرستي السابقة لأعمل بها وفاءً لها وحباً في أن أكون برفقة معلماتي العزيزات .. وطبعا رحبت بي المدرسة  وتم تكليفي بالعمل من اول يوم ...

طبعا تمرنت كثيرا على دخول الفصل والوقوف امام الطالبات من خلال تدريسي السابق في المدرسة فترة التربية العملية ... لم اكن اخاف الوقوف امامهن ..لكن ..مهلاً ..هناك فرق بين الوقفتين ..في المرة السابقة كنت اشرح الدرس كما تعلمت لأجل التقييم وانصرف ..لكن  الآن هناك اكثر من 60 طالبة تحتاج مني أن أنظر إلى وجوههن بعدالة .. واسمع إليهن .. وأحفظ اسماءهن .. بل وحتى أصغي إلى قلوبهن ..وما تحمله من مشكلات وتجارب وخبرات سابقة قد تعوق عملية تقدمهن الدراسي ..

للأسف ..لم أتعلم هذا في الكلية ..مع أن "الطالب" هو اساس العملية التعليمية وأهم مخرجاتها !!

كل ماتعلمناه في كل كتب وملازم علم النفس في الكلية هو نظريات وتجارب اغلبها على الفئران  ..نحفظها و نكتبها في ورقة الإجابة يوم الامتحان ثم .. مبروك لقد نجحت .... ومطلوب منا الآن ان نطبقها نحن على هذه النفوس والقلوب الصغيرة التي بين أيدينا !!

وعندها ..كان علي ان أختار ...بين التجاهل لهن ..أو أن اعود للتعلم مجددا بشكل عملي معتمدة بعد الله تعالى على نفسي ..

لكني لا أزال اتساءل ..متى سيكون للطالب " محور العملية التعليمية  وأهم اهدافها " مكان في كلية  "التربية " ؟؟!!

يتبع >>>

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق