الأحد، 26 أغسطس 2012

#sos - 28 شبح التعليم الجزء الثانى

بقلم : بسمة حمزة

هـذه القـصة بأكملهـا مـن وحي خيـالـى .. كتبتها لكـي اوضح بهـا جـزء صغيـر جدا من مساوئ التعليـم المصـرى والعربى بشكل عام ..

هذا هـو رابـط الجـزء الأول مـن القصـة : http://wwwdreamsofapoetcom.blogspot.com/2012/07/blog-post_06.html

نبـدأ الجـزء الثـانـي :) ..

فتهـرول الـأم إلـى غـرفـة يـاسميـن وبسـرعة وقـوة تدفـع البـاب .. لتـجد بعـض الكتبـ قـد إختلـطت بالقـهوة الساخنـة
فـأبلتهـا .. وبهـت مـابهـا مـن كلـام .. وقطـع الفنجـان المكسـرة قـد مـلأت المـكـان ..

ويـاسميـن قـد إتخـذت وضـع نـوم الأجنـة فـى الأرحـام على اريكتهـا وقـد إغـرورقـت عيـانهـا  بالدمـوع ..
وبدأت  تظهـر علـامات الشفقـة عـلى وجه أمهـا وتخطـو عـدة خطـوات حتـى وصـلت إليهـا وأخـذت تـربـت علـى كتفهـا بيدهـا الدافئـة وتقـول بصـوتهـا الملـائكـي لتهـدئهـا : مـالكـ يـا سميـن ؟؟ .. مـالـك يـا حبيبتـى ؟؟ إيـه بس إللي معكـر مـزاج حبيبـة قلبـي ؟؟!! .. 

فتسمـع يـاسميـن هـذه الكلمـات وتجهـش بالبكـاء .. وتـرمي بنفسهـا فـى ذلـك الحضـن الذى ينسيهـا عذاب الحيـاة لتتجـرع منـه دفئـاً وراحـة هـي فـى أمـس الحـاجـة لهمـا ..


تـركتهـا أمهـا تبكـي حتـى هدأت واكتفـت مـن عمليتـي الشهيـق والـزفيـر .. وبصـوت شبـه مختنـق : اللـي معكـر مزاجـي يـا مـامـا ان انـا خلاااااص زهقـت معدتـش متحملـة كده .. أنـا دمـاغـي قـربـت تفـرقـع مـن كتـر المذاكـرة أنـا قـربـت أكـره حيـاتـى بسبب الثـانويـة الزفـت دى ..


تتحـول نبـرة الأمـ  المـواسيـة تدريجيـاً إلـي لهجـة إستفهـام يغـلب عليهـا اللـوم : ليـه يـاسميـن بتقـولى كـده ؟؟!!
الثـانويـة هي مستقبلـك ومصيـرك .. هي اللى هتحـدد كليتكـ اللى هي يتبقـى كليـة قمـة يـا إمـا تدخـلى أي كليـة والسـلام .. وزيـك زي الفشلـة اللى حيـاتهـم كلهـا مفيهـاش غيـر لعـب وكـلام فـارغ ..

تسمـع يـاسميـن هذا الكـلام وتستشيـط غضبـاً .. وتقـول بغضـب : اه صـح صح .. الثـانوي هـو مستقبلـي بـس مستقبـلي اللى هيموتنـى بالطـريقـة دى .. مستقبلـي اللى انـا كرهاه ولـو كنـت اعـرف انـو بالشكـل ده مكنتـش دخلتـها أصلـاً ..

استفـز الأم كـلام ابنتهـا الذى لمـ تعتـاد عـلى سمـاعـه منهـا قـائلـة لهـا وقـد عقـدت حـاجبيهـا : وكرهاه ليـه إن شـاء الله ؟؟ ..

فأسـرعت يـاسمـين بالإجـابـة علـى هذا السـؤال الذى كـانت تـوده لتفضـى بإجـابتـه عـن خـزينـة بعـض أسبـاب تعـاستهـا فـى الثـانويـة : ياااااااااه بكـرها ليـه ؟! تصـدقـى يـاما كـان نفسـي فـى السـؤال ده يـا مـامـا
بكرههـا لأنهـا عبـارة عـن مرحلـة إنتحـاريـة للطـالب عشـان يجيب مجموع كويس يدخـل بيـه كليـة مـن كليـات القمـة ولـو دخـل كليـة غيرهـا يبقى فـاشـل وقضى حيـاته فـى اللعـب رغـم إن الكليـة اللى هيدخلهـا دي ممكـن يكـون مستقبلـه فيهـا احسـن مـن كليـة دخلهـا عشـان لقـب يتضـاف لإسمـه فيعملـه قيمـة بيـن النـاس مـش أكتـر ..

فتقطعـهـا امهـا بسخـريـة : وإزاي ده بقـى ؟؟
فتـرد يـاسميـن بصـوت حمـاسي : إنـه يـدخـل الثـانوي بحيـث إنها تكـون مرحلـة تمهيديـة عشـان يعـرف هو متميـز فـى إيـه ويتدرب عليه فيها .. مش داخلـ يحشـى فـى مخـه كلـام يصمـه شهـور عشـان يصبـه آخر السنـة فى ورقـة الإجـابـة .. المفـروض يدخـل الكليـة اللي هـو حبابهـا وحاسس انـه يقـدر يبدع فيهـا مش لمجـرد انه مجموعـه جـابه كليـة وهـو مضطـر يكـون سجينهـا لحد ما يخلصهـا .. المفـروض اكـون داخلـة الكليـة اللى حساها مناسبة ليـا واللى قدراتـى وإبداعـاتـى  تتحـقق فيهـا ..

فتـرد الــأم بنظـرة إشمئذاذيـة لهـذا الكلام الذى لايـروق لهـا وبلهجـه عنيفـة وسـاخـرة : بـلاش فلسفـة ، الكـلام ده مبيوكلـش عيش وإحنـا قلنالكـ لـازم تدخـلى طب يعنـى لـازم ..

تتنهـد يـاسميـن وتستـردف قـائلـة : تعـرفي يـا مـامـا ان إنتـوا احـد أسبـاب كرهي للثـانويـة والطـب !!


تمـلأ عـلامـات التعجـب وجـه الأم وتقـول بتعجـب : إحنـا ؟؟!!

فتـرد يـاسميـن : ايـوه انتـوا لأنكـوا لغيتـوا فكـري وإختيـاري وبرمجتـوا عقلـي مـن وأنا صغيـرة عـلى كليـة إنتـوا إخترتوهـا مـش أنـا .. بصيتـوا بنظـرة .. عصـرنـا معـدش مستعملهـا .. يمكـن بـلادنـا فعـلا لسـه مـاشيـة بنفـس النظـرة دي ، وده فى حد ذاته كـارثـة!!.. لكـن العـالم المتقـدم بيسعـى يحـط الإنسـان الصـح فـى المكـان الصـح ..

دا كوم وكوم تـانى الضغط عليـا .. حراااااااام .. لـا بخرج ولا بشوف تلفـزيون ولا نـت  .. دا حتـى التليفـون مش بتكلمـ فيـه غيـر لمـا يكـون فـى الدراسـة .. إنتـوا محسسنـى إنى فـى سجـن وعقـوبتـي إنـى أذاكـر

تصـاب الأم بالمـلل لكـلام ابنتهـا الذى لا يتوافق "مع الواقع" كمـا تـري هي ؛  فأفعـالهـا هي وزوجهـا إنمـا هو حرص عـلى مصلحتهـا التـى لا تعـرفهـا هـي .. لأنهـا لاتملـك خبـرتهـم المكتسبـة عـلى مدى سنيـن طـويلـة .. كـل هذا على حسـب " منظورهـم هـم " ؛ فتنهـى والدتهـا الحـديـث  مـع إبنتهـا قـائلـة : طيـب عشـان منضيعش وقـت كتييير مـع بعـض لأننـا بقـالنـا سـاعـة بنتكـلم فـى كلـام ملوش عـازه .. اكتبيلـى اسـامى الكتـب عشان اخلى ابوكـى يجيبهـم وأنـا هنضـف المكـان لحـد مـا تغسلـى وشكـ وعينـك دى وتفوقـى كده عشـان ترجعـى تكملـى مذاكـرة يـااااا .. دكتورة

ويـاسميـن لـم يظهـر لهـا تعبيـر غيـر إبتسـامـة إمتزجـت بالحسـرة مـرددة : مفيـش فـايدة . . !! ..


تـرقبـوا الجـزء الثـالـث بظهـور أشخـاص جـدد ;)) ..
والمزيـد مـن الأحداث والحـوارات المشـوقـة .

هناك تعليق واحد:

  1. ههههههه طيب ما تعملوا جانب من المغامرة بقى, انها مثلا تخطف أبوها وتطلب فدية من امها انها تعتقها من المدرسة :D

    ردحذف