الأربعاء، 8 أغسطس 2012

#SOS 25 - السير مع التعليم إلى المجهول

بقلم : سلمى سيد درويش .. لسه متخرجة طازة من كلية الهندسة قسم عمارة

بالنسبة لدراستى و حياتى فى المدرسة لغاية الكلية و دلوقتى كل يوم بتأكد ان فيه حاجه غلط فى كل دول رغم ان ان المفروض انى دخلت كلية من كليات القمة و هى كلية الهندسة و اتخرجت منها بس بردو فيه حاجه غلط ومش صغيرة ...طبعا كلنا ممكن يكون عندنا الاحساس ده اكيد بس انا هقول ايه اللى غلط من وجهة نظرى و ايه اللى شوفتو ايجابى بردو من وجهة نظرى ان وجد .
انا فى اول كام سنة فى ابتدائى كنت فى مدرسة مش فى مصر كانت فى قطر المدرسة دى كانت بتدى المنهج المصرى لان المصريين اللى هناك كانو كتير وممكن ينزلو فى اى وقت فكنا بناخد المنهج المصرى و كان كمان المدرسين مصريين بس زيادة عن المنهج الرسم كان اجبارى !!! دى (اول مشكلة) قابلتنى فى الدراسة و خلتنى احس ان فى مشكلة كبيرة و بالرغم ان بابا كان اصلا بيعرف يرسم و ان الرسم كان اساس شغله لانه خريج فنون تشكيلية بس هو رفض انه يعلمنى الرسم و قال ان دى موهبه مبتتعلمش و كان رافض ان الرسم يكون اجبارى اصلا بس بالرغم من ده بقيت المواد كان بتتشرح مش بيحفظوها زى البغبغانات لانى عرفت ازاى تكون بغبغان لما رجعت مصر و عرفت يعنى ايه درجة بتفرق.
لما رجعت مصر على 4 ابتدائى دخلت فصل مكنش من الفصول المتأخرة او المتقدمة لانى كنت محوله و عرفت ساعتها معنى تقسيم الفصول حسب المستوى و ده مكنتش اعرفه قبل كده و (دى كانت تانى مشكلة ) و ساعتها كانت بتدينى مدرسة عربى عرفتنى معنى الحفظ على حق لانها كانت بتعذبنا مش بتخلينا نذاكر بس لدرجة اننا كنا ممكن نكتب 100 سؤال فى اليوم ودى كانت اول سنة اهتم بمجموعى فعلا عشان بس ارضى المدرسة دى لدرجة انى جبت 100 % فى السنة دى بس للاسف خلتنى احس بمعنى عذاب التعليم و قهر الطفل و بدأت احس يعنى ايه تبقى المدرسة اشغال شقى مؤبدة بس بالرغم من كده كنت حطه فى دماغى ان الرياضة و لا بتتحفظ و لا بتذاكر و كنت اكتر ماده بحبها و شاطرة فيها يمكن عشان مبتتخقظش .
استمر حال انى اتنقل من سنة لسنة و اجيب مجموع عشان بس ادخل فصل كويس و ده كان بس الهدف من دراستى لحد ثانوى ومكنتش اعرف غير انى بحب الرياضة و ساعات كنت بكتب قصص و كنت ساعات بقعد اخويا الصغير عشان اشرحله و انا احفظ يمكن انسى التلقين اللى انا بكون فيه طول اليوم الدراسى.
قابلتنى مشكلة الرسم وانا فى اعدادى تانى و انه بيضاف للمجموع وكان من الطبيعى انه ينزل مجموعى كمان لانه برده مادة موهبه مينفعش تبقى اجبارى !!
بالنسبة للمدرسة فى كل السنين دى اهتمامها بالالعاب الرياضية و الانشطة كان صفر و اهتمامها كان بالتعليم و التلقين بس عشان المدرسة تتطلع اوائل و خلاص و دى( تالت مشكلة) مفيش اهتمام بالرياضة و الانشطة بتاتا .
من اول ثانوى بدأت افكر انا ناويه على ايه و اللى انا كنت متأكده منه انى علمى رياضة بس غير كده معرفش و دى كانت (رابع مشكلة الهدف المجهول ).
حبيت جدا اولى ثانوى اكتر سنه حبتها فى المدرسة عشان مكنش فيها تلقين و لا المدرسن بيضغطوا علينا لدرجه انى جبت فى اولى ثانوى اكتر من ثانوية عامه نفسها عشان ذاكرت فيها من غير ضغط اللى هو كان مشكله اساسية و دى كانت( خامس مشكلة ) .
لما دخلت ثانوية عامة بدأت اتجه لاهتمامات تانيه غير المذاكرة كنت بحب اتفرج على الاخبار الى بدأت اتفرج عليها من اولى ثانوى يمكن عشان دى السنة الوحيدة اللى عرفت اتنفس فيها و بدأت احس ان فيه حاجات تانيه غير المذاكرة فى الدنيا و دى كانت بردو مشكلة فى المدرسة و ممكن نعتبرها (المشكلة السادسة) الانغلاق و القوقعة بعيدا عن العالم الخارجى .
فى ثانية ثانوى بدأت افكر جديا انى ادخل اعلام صحافة او علوم رياضة لان دول الحاجتين اللى فعلا كنت بحبهم .
بدأت الدروس فى ثانية ثانوى و دى اول سنه كنت اخد فيها دروس و محستش بفرق كبير اوى بينها و بين المدرسة فى ابتدائى و اعدادى لانهم بردو كانوا بيعتمدوا على التلقين و الحفظ و الملازم وبس و كان السنتين دول اشغال شقى بس مش داخل اسوار المدرسة لا اشغال شقى بين ملازم المدرسين .
خلصت ثانوية عامة و جت مرحلة التنسيق كان نفسى ادخل اعلام صحافة او علوم رياضة و عموما الفكرتين اترفضوا قطعيا عشان المجموع خسارة و علوم صعبة جدا و صحافة مش مضمونة ودى كانت ( سابع مشكلة ) و دخلت هندسة و انا مش عارفه هعمل فيها ايه !!!
فى اعدادى هندسة حسيت انها تكملة لثانوية عامة فهى عبارة عن مواد كتييييير ميتعرفش بيتعمل بيها ايه غير انها نفس تقريبا مواد ثانوية عامة بشكل تانى او بتوسع ودى كانت ( تامن مشكلة) و ساعتها حسيت فعلا بمقلب كبير جدا اتعمل فيا .
فى اعدادى اكتر ماده كانت تعبانى كانت الرسم الهندسى و دى كانت مادة رسم و كنت بطيئة فيها و جبت فيها اقل درجة و لما جه التنسيق الكل قالى ادخلى مدنى انتى بتعارفى تذاكرى المواد دى بس ساعتها قولت لا انا هدخل عمارة عشان تعبت من المذاكرة ومن الاشغال الشقى و دخلت عمارة رغم انى كنت جايبه اقل درجة فى الرسم .
فى عمارة بدأت اعرف و احس شوية يعنى ايه تعليم و يعنى ايه تجيب المعلومات بنفسك و ان مفيش كتب و ان اللى بتجيبه تمتحن فيه و يعنى ايه تفهم متحفظش هو صحيح مش 100% بس الى حد ما هندسة قسم عمارة فيها بدايات التعليم الصح و تكوين الشخصية رغم انها مكنتش طموحاتى بس حبيت نظام التعليم فيها رغم انها بردو فيها سلبيات كتير زى نقص الامكانيات اللى كانت الكلية بتواجها كتير علشان معارض او رحلات علمية او الخ الخ .. .
فى النهاية عايزه اقول بالنسبة للمدرسة فهى مش مكان للدراسة و الحفظ و بس ده مكان بناء شخصية مش هدم شخصية و احساسها انها فى سجن ...مكان الدراسه فيه لازم تكون جنب الرياضة و جنب الانشطة لان الاتنين الاخرنيين دول ممكن يكونو مستقبل الطلبة الحقيقى .
اولياء الامور اللى بيعجبهم التلقين عشان بيجيب درجات و يهملو فى ابنهم الناحية الابداعية لازم يغيروا طريقة تفكيرهم و يفهموا انهم كده بيقضوا على عقول ولادهم .
فيه حاجه عجبانى الى حد ما فى تعليمنا انه بيدى للطلبه كلهم معلومات عن كل المواد مش زى كتير من الدول حتى المتقدمة دماغ الطلبة بتقتصر على مواد محددة بس و جهل فى باقى المواد تماما .
الدخول للكليات يكون على اساس القدرات مش بالمجموع و معاملة الكليات اكن فيها كليات مهمه زى كرة القدم كده و باقى الكليات اكنها باقى الالعاب الرياضية لازم الطريقة دى تتغير لان الالعاب الرياضية التانية دى هى اللى بتجيب ميداليات على مستوى العالم فمشكلة الاهم و الاقل اهمية دى لازم تتحل.
الفكرة مش فى مهندس و لا دكتور و لا صيدلى ...الفكرة فى بناء شخص يقدر يقدم جديد و يخدم بلده و يحطها على الخريطة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق