الأربعاء، 8 أغسطس 2012

#sos 24 - تجربة وجدان تستحق الدراسة

بقلم : وجدان محمد .. طلب بكلية الطب جامعة الإسكندرية الفرقة السادسة
 

تجربتى عن التعليم مختلفه لاننى قضيت فترة لا بأس بها فى نظامين مختلفين من التعليم فى مصر و فى سلطنة عمان فتسنى لي المقارنه على أرض الواقع بين عيوب و مزايا النظامين
قضيت فتره من التعليم الاساسي الابتدائي فى المدارس المصريه ثم انتقلت لاكمال هذه الفتره فى سلطنة عمان و بجانب مذاكرة مناهج السلطنه كنت ادرس المنهج المصري و التحق بامتحان السفاره للمصريين بالخارج كل عام

قضيت أول ثلاث سنوات من المرحله الابتدائيه فى مدرسة مصريه حكوميه عاديه جدا ، و لا يذكر كلمة حكوميه حتى يتقافز إلى ذهنك تلك الصوره من الطلبه المكدسين فى الفصل و تلك المعلمه شديدة البأس ، و لكن حقيقة كانت تلك المعلمه من اللطف و الكفاءه ما أشهد به و هي من اطلقت علي لقب دكتور مبكرا ، قضيت مع هذه المعلمه سنتين ثم كانت السنه الثالثه لتقابل ذلك المدرس المصري الاصيل ذو العصا الطويله الذى لا يتورع عن الفتك بالاطفال و كأن المدرسه تحولت إلى معتقل غوانتاناموا و كأنه يعد جيلا ليتحمل التعذيب فى معتقلات الامريكان و أمن الدوله لا جيلا ليقود الأمه

كانت مرحلة التحول الانتقال لسلطنة عمان و و فى مدارس حكوميه ايضا و لكن شتان بين حكومة و حكومة ، من يعلم سلطنة عمان فهى ليست بالدول التى ترفه مواطنيها على الأقل ليست كبقية دول الخليج ، فنحن نتحدث عن مستوى رفاهية أقل بكثير من بقية الدول المحيطه بها

و هنا تبدأ المشكله فى استيعاب ما يحدث ، فالمدرسون هم مصريون او توانسه او اردنيين و بعض العمانيين ، و لكن و كأنه المدرسين المصريين قد تحولوا إلى كائن آخر فهم يعملون بجهد منقطع النظير و كفاءه لا يبدون ربعها فى بلدانهم ، الطلبه العمانيين لا يشجعون حقا على بذل كل ذلك المجهود و شتان بين الطلبه المصريين او الاردنيين او الفلسطينيين و اخوتنا العمانيين و لكن تجد المدرس يجتهد فى ابتكار الاساليب المختلفه و الوسائل لايصال المعلومه بطرق مبتكره و هو نفسه من تجده يقول كلمته الشهيرة هنا " الطلبه مبتشجعش على الشغل " ... مفارقه مضحكة مبكيه ، و لكننا امام الحققه المره ليس الطلبه هم من لا يشجعون بل هو المرتب سيدى أو قل هي هموم الحياة الملقاة فوق كتفك و بحثك عن قوت يومك فى شكل دروس خصوصيه هي ما لا يشجعك على بذل طاقتك و مجهودك فى اليوم الدراسي


دعونا لا نتحدث عن المقارنه بين الامكانيات الماديه و البنيه التحتيه ، فهناك الفصل الدراسي لا يزيد عن عدد محدد أكاد اذكر انهم لا يتخطون الثلاثين يزيدون او ينقصون ، كل طالب يجلس بديسك خاص به و المدارس هناك مجهزة بكل البنى التحتيه التى يجب ان توجد فى المدارس المحترمه

المقارنة المهمه بين النظامين هو اهتمامهم بالانشطه اهتماما شديدا و هو ما كنت احرص اشد الحرص على المشاركة فيه ، و الانشطة هناك ليس شيئا صوريا بل هي انشطه بكل معنى الكلمه و مسابقات بين الفصول و بين المدارس و تصفيات و يكون الطالب هو المكون الاساسي فيها فما بين نشاط الاذاعه للصحافه للمناظرات للموسيقى ، كل يؤدى على اكمل وجه و يكسب الطالب خبرات لا يكتسبها من تواجده داخل الفصل الدراسي بين كتبه و هو ما افتقده هنا حقا فى مصر عند عودتى فى منتصف المرحله الاعداديه متلهفا لذات المشاركة فى الانشطه ، اصطدم بالواقع بأن الانشطه فى المدارس الحكوميه هي مجرد نشاط صوري لا يسمن ولا يغنى من جوع ، لا يكسب فيه الطالب اي خبرات ولا يكون المعلم مجتهدا فيه ولا يكون الطالب هو المكون الاساسي بأي شكل من الاشكال فنشاط الصحافة كمثال يأتى لك المدرس هنا فى مصر بالمقالات ليكون كل دورك هو كتابتها على عكس ما كان يحدث فى سلطنة عمان من ان تكون انت مسئولا عن اختيار المقالات ليجلس معك المسئول ليناقشك و يختار معك ما سيكتب مما سترك ثم يأتى مسئول الاداره ليناقشك فى معلومات ما كتبتم و اسس اختيارك لما كتبت و يتم تقييمك

المناهج المصريه و بكل ثقه هي افضل بكثير من مناهجهم على كل العوار الذى فيها و لكن بكل ثقه ايضا استمتعت بتجربتى وسط مدارسهم و اكتسبت خبرات تفوق بمراحل ما اكتسبته فى مدارسنا ، فالمدارس لم توجد ليكتسب الطالب معلومات فقط بل خبرات تفيده فى الحياه فهى تربيه قبل ان تكون تعليم و هذه الخبرات لا تكتسب داخل الفصل الدراسي بقدر ما تكتسب من خلال احتكاكه بالانشطه المختلفه بما فيها من خبرات متنوعه

مشكلة التعليم يا ساده تتلخص فى الآتى :
أولا: العمود الرئيس للتعليم ( المعلم ) يرى أنه لا يؤجر أجرا يستحق ان يعمل فضلا عن ان يبدع

يكفى نظرة على بعض المدرسين المصريين فى دول الخليج و هم كما يقول المثل المصري ( بيعملوا من الفسيخ شربات ) صدقونى هم لا يحتاجون إلى إعادة تأهيل ، هم فقط يريدون ان يشعروا انهم يكافؤون و أن هناك مقابل لمجهود سيبذل و أن هناك آلية للعقاب و آلية للتقييم و التقدير عادلةفليس من يبدع كمن لا يبدع

ثانيا : الأنشطه و ما بها من خبرات مكتسبه أهم بكثير ممن معلومات سيلقيها فى الامتحان قد يتذكرها أو لا يتذكرها فمسئولية المدرسه زرع القيم و المبادئ و القدرة على مواجهة تحديات الحياة و كيف يفكر و كيف يبدع و كيف يتخذ قراره و كيف يتحمل مسئولية قراره قبل ان يزرع فى عقولهم ان ثانى اكسيد الكربون لا يشتعل ولا يساعد على الاشتعال

ثالثا : بالنسبه لمناهجنا فهى ليست المشكله بقدر ما هو الامتحان ، فقط دعوا الطالب يفكر ، لا تقيم حفظه للمعلومه بل قيم قدرته على استخدام المعلومه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق