الأربعاء، 12 سبتمبر 2012

#sos - 32 تفائلوا


بقلم : محمد سالم ..
معلم لغة انجليزية
قبل ان ابدأ وبدون مقدمات،من منكم يرى انه يمكننا انشاء نظام تعليمى فعال اذا بدأنا من اليوم فى اقل من 25 عاما؟
يمكنك الاجابة على السؤال فى التعليقات مع العلم ان فنلندا وهى صاحبة افضل نظام تعليمى عالميا قد انتقلت من الاعتماد الكلى على الزراعة الى الاعتماد على التعليم والتكنولوجيا والاستثمار فى العقل البشرى فى خلال 40 عاما وان الولايات المتحدة الامريكية ما زالت تناضل لانشاء نظام تعليمى فعال ويمكن التحدث بالتفصيل عن فنلندا وامريكا فى تدوينة اخرى،ولكنى مؤمن ان اقامة نظام تعليمى متكامل قد يستغرق اكثر من ذلك وهو ما يدفعنى الى ان اذكركم ايضا باننا مجموعة صغيرة من الشباب تهدف الى اصلاح العملية التعليمية ولكننا لا نملك الخبرة والمال والمصادر والقدرة على القيام بذلك فاغلبنا لا علاقة له بالمنظومة التعليمية ومن يعمل بالمنظومة التعليمية ليس فى مركز يخوله بالتعديل او التغيير وحتى من يملك القدرة على ذلك يخاف العواقب ويخشى الدخول فى صراع مع المنظومة التعليمية والمجتمع ولكم مثال قرار تغيير نظام الثانوية العامة القديم من نظام العام الى العامين واخيرا الى نظام العام مرة اخرى.

لم اقصد ان اصيبكم بالاحباط ولا ان اثنيكم عن جهودكم وساوضح لكم فى النهاية اهم دور يمكننا القيام به ولكن دعونى اشرح المشكلة اولا.

كمعلم لغة انجليزية منذ 3 سنوات وحتى الان من اكبر المشكلات التى واجهتنى واصعبها واهمها هى محاولة تعليم طالب لا يرغب فى التعليم ولا يرى الفائدة من ذلك ولا اتحدث هنا عن المشاغبين او الكسالى او الفقراء او الاغنياء او حتى محدودى القدرات ولكنى اقصد طالب يريد ان يصبح طبيبا او مهندسا ويذاكر ليلا ونهارا لتحقيق ذلك ولكنه يرفض العلم والمعرفة حتى ان بعضهم يرفض ان اضيف جملة واحدة الى كتاب اللغة الانجليزية بدافع انه مستحيل ان يواجهها فى الامتحان طالما هى من خارج الكتاب وايضا لا يريد اضافة معلومات قد تؤثر على قدرته فى استذكار المنهج المقرر فقط يريد ما سيوصله الى الدرجة النهائية فى .الامتحان ومن ثم الحصول على وظيفة مرموقة

فاذا رفض الطالب ان يتعلم ونسى كل ما حفظه او فهمه من معلومات بمجرد خروجه من الامتحان واصبح غير قادرا على استرجاع او استخدام اكثر من نصف ما تعلمه وجل اهتمامه هو الحصول على وظيفة فما الفائدة من تعديل المناهج التعليمية وتدريب المعلمين وبناء المدارس ومحاولة تحسين العملية التعليمية؟


لنلقى نظرة سريعة على رحلة التعليم لمعظم الطلاب،الطالب فى المرحلة الابتدائية يطمح ويحلم ان يصبح معلما او طبيبا او لاعب كرة قدم او مغنى او شرطى او غير ذلك وبالتزامن يقوم الوالدين بتلقين طفلهما على انه لا مفر من الخروج عن كونه طبيبا او مهندسا اما ذلك واما الفشل والفقر والحزن حتى يهيئ للطالب حين يكبر ان حلمه هو ان يصبح طبيبا او مهندسا على غير دراية بانه حلم زرع بواسطة والديه وهنا تبدأ المشكلة.جميعنا نعلم ان والدينا يريدون لنا حياة طيبة ناجحة هنيئة سعيدة خالية من الهم والحزن والتعب ولا يرون تحقيق ذلك الا بالالتحاق باحدى كليات القمة.ولكنهم نسوا او تناسوا انه هناك حلما اكثر واقعية واهمية وهو حلمنا نحن واحلام اطفالهم.

فاذا نجح الطالب فى تحقيق حلم والديه والوصول الى الوظيفة المرموقة غالبا ما تجده بعيدا عن الابداع ومنغلقا،لا يشارك فى المجتمع ولا يعرف هدفه من الحياة يعيش لجنى الاموال له ولأولاده فقد قضى 25 عاما يعد نفسه لذلك وعائلته ومدرسته لم يعلموه غير ذلك فماذا ننتظر منه؟

وان لم ينجح فى تحقيق الحلم فهو من وجهة نظر عائلته ومجتمعه "فاشلا " لانه فشل فى الوصول الى حلم غيره.

اذا فما العمل؟
اوجه رسالتى-لكل من يريد اصلاح التعليم-لجيلنا الحالى فنحن سنعد جيل المستقبل وليس لجيل ابائنا فقد اطاحت صعوبة الحياة بعقولهم ويكفى ان بعضهم يقتصر سعة الرزق على دخول كليات القمة!
اوجه رسالتى الى كل معلم ومربى وكل من له دور فى تربية واعداد الاخرون
"اطلقوا الحرية لاحلام اطفالكم شجعوهم على المشاركة الفعالة فى المجتمع والقيام بالعمل الصحيح لاجل العمل وليس المال اعطوهم القدرة على الاختيار وافصلوا بين الهدف من التعليم والوظيفة.المدرسة ليست الطريق الوحيد للمعرفة والتعليم ليس الطريق الى النجاح فى الحياة.اعظم الخلق عليه الصلاة والسلام اقام "امة حضارة" وهو امى،"بيل جيتس" و "ستيف جويز" و"اوبرا وينفرى" والمخرج العالمى"جيمس كاميرون" وغيرهم الكثير ممن لم يكملوا تعليمهم الجامعى وفضلوا اللحاق باحلامهم.علموا انفسكم واولادكم ان المعرفة فى الكتب وعلى الانترنت وليست مقتصرة على كتاب المدرسة،علموهم العلم من اجل العلم.المدرسة تحتاج لاصلاح ولكن ليس قبل ان نصلح عقولنا واخيرا اعدوا اولادكم ليختاروا تعليمهم"

واقتبس من الكاتب " سيث جودين" عن كيفية اصلاح المدارس فى خلال 24 ساعة:
"لا تنتظر.ابدأ بنفسك.علم نفسك.شجع اطفالك.ادفعهم للحلم رغما عن كل الصعاب.
الوصول الى المعلومات ليس بالصعب.ولا تحتاج الى تصريح من البيروقراطيين.المدارس العامة ستاخذ جيلا كاملا حتى نصلحها،ولا يجب ان نخفف الضغط والعمل حتى نقوم بذلك.
فى الوقت الحالى ابدأ.تعلم وكن القائد وعلم.لو قام العدد الكافى منا بذلك فلا مفر للمدرسة الا ان تنصت وتحاكى وتسرع الخطا لتلحق بنا".

وايضا للكاتب سيث جودوين عن " ماذا نعلم اطفالنا" :
-عندما نعلم طفل كيف يتخذ القرار الجيد فاننا نستفيد من قراراته الجيدة مدى الحياة.
-عندما نعلم الطفل حب التعلم فان التعلم سيصبح بلا حدود.
-عندما نعلم الطفل كيف يتعامل مع عالم سريع التغير فانه لن يفنى او يصبح عديم القيمة ابدا.
-عندما نكون بالشجاعة الكافية التى تجعلنا نعلم الطفل ان يساءل السلطة حتى سلطتنا،فاننا نعزل انفسنا عن هؤلاء الذين يستخدمون سلطاتهم ضد كلا منا.
-وعندما نعطى "التلاميذ" الرغبة فى القيام بالاشياء واتخاذ القرارت فاننا بذلك نكون قد صنعنا عالما مليئ بالصانعون الفاعلون.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق